الهشاشة النفسية هي أن تسيطر المشاعر المزعجة، غير المريحة بصورة دائمة على نفسيتك، بعكس المرونة النفسية التي تساعد الفرد على تخطي العوائق والعقبات بطريقة أسهل نوعاً،
كأن تتحول نوبة توتر وقلق صغيرة في الصباح إلى نوبة قلق وتوتر طول اليوم. أو تحول بعض الكلام البسيط الناقد وغير مقصود إلى نوع من الشك الذاتي والكره والشعور بالكارثة لساعات طويلة. أو تحول أي إهانة طفيفة ضدك إلى أيام من التفكير السلبي والغضب على الذات والغير وفقدان الثقة بالنفس.
يوجد العديد من الأمور التي يمكن أن تساهم في توليد الهشاشة النفسية. إلا أن بعض العادات الصغيرة واليومية هي التي تحافظ على تغلغل تلك الهشاشة أو تساهم في التقليل أو التخلص منها
الهشاشة النفسية |
الهشاشة النفسية من إحدى المصطلحات الحديثة في علم النفس. ويمكن أن تُعرّف بأنها نوع من أنواع الاضطراب النفسي، وهي عبارة عن حالة من الحساسية المبالغ فيها، بالإضافة لسرعة الانكسار عند التعرض للمواقف الحرجة وصعوبة مواجهة التحديات المختلفة.
فالشخص الذي يعاني من الهشاشة النفسية هو شخص يرى غالب التحديات هي بمثابة تهديدًا له. ولا يمكن اعتبارها جزءًا من حياته، ويعدها مواقف طارئة. وتحتاج إلى إجراءات وردود فعل استثنائية، كما تقتضي التوتر، والقلق.
ولا يعي الأفراد ذوو الهشاشة النفسية أن مواقف الحياة بمثابة اختبار، والحياة لا سعادة ولا راحة كاملة فيها، كما إن هذه الحالة الشعورية تجعله فرد يؤمن ويعتقد أن مشاكله أكبر من قدرته على التحمّل.
فيظل حبيس الأفكار السلبية والتي تأخذ أكبر من حجمها الحقيقي، مما يضخم الإنهاك لديه. والضغط النفسي عليه. كل ذلك يؤدي به ليشعر بالانهيار.
ما هي علامات الهشاشة النفسية؟
- عدم القدرة على فهم مشاعرك ومعالجتها كالحزن وخيبة الأمل والقلق والغضب، مع المبالغة في ردة فعلك تجاه هذه المشاعر.
- تكرار المشاكل في حياتك الاجتماعية، مع شعورك أنك تخيب أمل من حولك بسهولة. كما تشعر بالإرهاق بسبب تلك المشكلات أو المواقف والخلافات البسيطة والتي لم تكن كما كنت ترغب.
- شعور دائم بالفراغ مع انخفاض في مستويات الطاقة، والكآبة المستمرة، واللامبالاة. وعدم القدرة على التعامل مع الفشل والإحباط.
- تلوم نفسك بشكل مستمر على كل الأخطاء على الرغم من إن هذه الأخطاء لا تخصك. كما تنظر إلى نقد الآخرين لك على أنه دليل على فشلك وعدم تقدير نفسك. فتعتذر على إزعاج الآخرين عن أي موقف وباستمرار دون ضرورة الاعتذار.
- تصيغ لنفسك أهدافًا غير واقعية. مع عدم ممارسة التحفيز، والشعور بالقلق والاستنزاف طوال الوقت.
- الرغبة في أن تكون بوضع أفضل مما أنت عليه في الواقع وبطريقة مبالغ بها. حيث تشعر بنكران ذاتك في وجود البعض الآخر حتى يشعروا بتحسن. كما تعتقد أنك إذا لم تنجز كثيرًا وتصبح ناجحاً ومشهوراً فأنت شخص لا قيمة له.
- أنماط النوم غير المنتظمة. مع السماح لتفاقم مشاعر القلق والاستياء والألم في داخلك.
وبالمختصر فإن أعراض الهشاشة النفسية هي:
- زيادة التوتر والقلق.
- سرعة البكاء والانفعال والغضب.
- تقلبات المزاج السريعة دون أي أسباب واضحة.
- نقص الثقة بالنفس وعدم تقدير الذات.
- حب السيطرة والتحكم في الآخرين.
- الحاجة الدائمة للدعم من الآخرين.
- عدم الشعور بالإنجاز بعد أي نجاح.
أسباب تفشي الهشاشة النفسية
- تربية الأهل مفرطة الدلال.
- تضخيم الألم.
الأسباب التي تؤدي إلى الهشاشة النفسية.
- عدم اعتماد المراهقين على أنفسهم في معظم المواقف واعتمادهم على الوالدين في إنجاز مهامهم، مما يجعلهم أكثر ضعفًا عند التعرض للإجهاد والضغط.
- دور الأسرة مؤثر جداً في الهشاشة النفسية لدى الابن، فبعض الأسر يبخلون على صغارهم بالدعم العاطفي وينشغلون في أمور الناس الأخرين، كما ان بعضهم يقلل من إنجازات أولادهم ولا يراعي مشاعرهم .. يجب على الأسرة تقديم الدعم الدائم والاحتضان لأطفالك لكي يشعروا بتقديرك لجهودهم مما يؤدي لزيادة الثقة بأنفسهم.
- للسوشيال ميديا تأثير سلبي كبير على صحتنا النفسية، بسبب تغلغل وترسيخ بعض الأفكار الخاطئة، وسهولة الانسياق وراء آراء الآخرين.
- إن تقلبات المزاج وعدم القدرة على التحكم في النفس يجعل الفرد هشًا نفسياً، لكنه ينفعل سريعًا ولا يقدر على التكيّف مع الصدمات.
- إن عدم الثقة بالنفس وبمقدراتك الذاتية بسبب الشعور بأنك أقل من الآخرين. تجعلك عرضة للانتقاد من قبلهم.
- بعض المخاوف تؤدي إلى الهشاشة النفسية كالقلق والخوف والتوتر الدائم، مع ضعف القدرة على المواجهة أو محاولة التحدث أمام الآخرين.
حماية أطفالنا من الهشاشة النفسية.
حماية الطفل من الهشاشة النفسية |
- قضاء وقت جيد معه من أجل تحصينه عاطفياً ونفسياً ضد مختلف أنواع الاضطرابات النفسية. مع ضرورة ملء وقته بالمرح والسعادة والضحك. بعيداً عن شاشات التلفزة والهواتف المحمولة. مما يمنحه زيادة ثقة بنفسه.
- حب غير مشروط لكي يكون الطفل محصناً نفسياً يجب أن يدرك أن والديه يحلانه دون شرط أو قيد. لا يجب تجنب استخدام أسلوب الابتزاز بالحب باستخدام عيلرا افعل كذا لأحبك. لاتفعل كذا كي احبك... مع ضرورة التعبير عن مشاعرك تجاه الطفل بالاحتضان وباللمسات الحانية مع عبارات الحب المرافقة للاحتضان الدافئ. مما سيبعث فيه روح الثقة والأمان وبالتالي تعزيز الصحة النفسية له.
- لاتعنف الطفل عند ارتكاب أي خطأ. واجعله يعترف بالخطأ بشجاعة. حيث يجب على الوالدين تجنب التعنيف والزجر الشديد خاصة اما الآخرين. كي لايشعر الطفل بالخجل الشديد امام أقرانه. لأن ذلك التعنيف يفقده ثقته بنفسهن ويجعله عاجزاً عن التعبير عن مشاعره وأفعاله.
- امتدح طفلك فيما يقوم به من أفعال إيجابية. فكثرة انتقاد الآباء لأطفالهم حول الأعمال التي يرونها سلبية. تسبب في فقدان ثقة الطفل بنفسه. كما يهدد متانة العلاقة بين الطفل ووالديه. مع إصرار بعض الأطفال على السلوكيات الخطأ بقصد لفت انتباه والديهم وإجبارهم على التفاعل معهم. لذا يجب أن تصحح أخطاء الطفل بلهجة ودية. أو بطريقة غير مباشرة كأن يقتدي بك من خلال مراقبة وتقليد أفعالك.
- لا تكذب على الطفل بإخباره معلومات غير دقيقة. ولا تتردد في الاعتذار من طفلك في حال ارتكبت خطأ بحقه. لأن المكابرة في ذلك تجعل ثقة الطفل بنفسه مهزوزة. مما يؤثر على نظرته للكون. كذلك لا تقارن الطفل بطفل آخر. لأن هذا يهز السوية النفسية لديهن ويفسد العلاقة بينه وبين من تقارنه به. كما يفقد الأمان في الساحة الاجتماعية التي يعتبرها منطقة آمنة له.
- تدريبه على الاستقلالية. فالهشاشة النفسية من أبرز المخاطر التي تؤدي للاضطرابات النفسية. كما ان الحماية الزائدة للطفل يحرمه من خوض التجارب الحياتية المتنوعة والمهمة. ويحرمه من التفاعل والاندماج مع الآخرين. كل ذلك يزيد من الهشاشة النفسية. مما يجعله أقل مقاومة ومناعة امام الصدمات النفسية والتجارب السلبية. لذا يجب أن يترك الطفل ضمن مساحة حرية ليقدر على التصرف تجاه المواقف معتمداً على نفسه. مما يكسبه المزيد من الثقة بالنفس.
- حماية الأطفال من الحوادث والصدمات. فتعرضه للصدمات في مراحل حياته المبكرة يعرضه للاضطرابات النفسية والسلوكية. لذا من يتوجب على الوالدين حماية الطفل بكل طاقاتهم من التعرض للصدمات او التعرض للاعتداء الجنسي. أو تعرضه لصدمة عاطفية كانفصال الوالدين عن بعضهما. أو الاضطرار إلى الهجرة القسرية لمكان مغاير لما اعتاد عليه الطفل.