recent
أخبار ساخنة

المدرسة الواقعية الطبيعية – مبادئ الفلسفة الواقعية والقضايا الاجتماعية

 

إن أحد المدارس الفلسفية الثلاث هو المدرسة الواقعية (الطبيعية). وفيها تعلمنا قضايا جديدة كنا نجهلها سابقاً. بالإضافة لتعزيز بعض الأفكار التي كنا نطلع عليها خلال مجريات حياتنا.


المدرسة الواقعية الطبيعية



مفهوم الفلسفة الواقعية.

تؤمن وتعتقد الفلسفة الواقعية بالواقع الحقيقي المادي المحسوس، وتعتبره مصدر جميع الحقائق لتناقض بذلك الفلسفة المثالية (محمد،2003م، ص 135).

فالواقعية تعتقد أن العالم الطبيعي المادي هو منبع كل الحقائق. وكل الموجودات في العالم الخارجي المحيط من هواء وإنسان وحيوان. يعتبر موجود وجود حقيقي لا لبث فيه في حد ذاته. وهو منفصل عن العقل وليس مجرد أفكار في العقول (زيادة وآخرون، 1427هـ/2006م، ص192).


مبادئ الفلسفة الواقعية.

إن أهم مبادئ الفلسفة الواقعية كما ذكرها (محمد،2003م، ص142-145).

أن العالم المادي (الحقيقي) الطبيعي له وجود منفصل عن الفكر.

فالعالم الطبيعي قائم بذاته وبصورة حقيقية وأساسه مادي. وهو مستقل عن الفكر والعقل. حيث إن العقل هو محصلة التجارب والخبرات الحسية المادية. وتشترك الميتافيزيقيا في أنها صنعت من مادة خام. ورغم أنها مشتركة بجانبها المادي. إلا أن كل شيء يختلف في طبيعته عن الأشياء الأخرى.

اقرأ أيضاً فلاسفة الغرب - ما الفرق بين أفلاطون وارسطو؟.

اقرأ أيضاً أخلاقيات العمل وماهيتها ومذاهبها الفلسفية.


وجود التكافل بين الحواس والعقل.

من وجهة نظر الواقعية تعتبر الحواس هي أدوات للعقل. وتقوم بنقل الوقائع من العالم الخارجي إلى داخل عقل الإنسان. وبالتالي يدرك العالم ويتفاعل مع بيئته. ويرى الواقعيون انه يمكن إخضاع الحواس لسيطرة العقل والاستعانة بالمنهج العلمي.

المزج بين الجسم والعقل.

اتفق الواقعيون أن الإنسان هو كائن حي وهو جزء من العالم يخضع لقوانينه. وهذا الكائن يتكون من اتحاد العقل والجسم.

المعرفة هي عملية استكشاف للعالم الطبيعي المادي.

ينكر الواقعيون وجود أفكار فطرية في الإنسان، حيث يولد وعقله عبارة عن صفحة بيضاء. وعلى الإنسان السعي وراء المعرفة والتعليم. واكتشاف المبادئ والقوانين الموجودة في العالم. وأن مصدر المعرفة هي مفاهيم مستقلة عن العقل الذي يكتشفها نتيجة مروره بالتجارب والخبرات.

التغير يمثل صفة هذا العالم إلا أن الحقائق تبقى ثابتة.

ترى الواقعية أن الطبيعة وعناصرها متنامية ومتبدلة. ولكن بصورة نسبية،. بسبب أن العالم يخضع لقوانين ليس للإنسان سلطة كبيرة عليه.

معيارية القيم اجتماعية.

تؤمن الواقعية بان الشيء الجيد والحسن هو ما تقبله المجتمع واستحسنه، أما الشيء القبيح فهو مايراه المجتمع قبيحاً، فالقيم معيارها المجتمع، وبالتالي فالقيم متغيرة المعايير.

مدارس الفلسفة الواقعية.

إن الفلسفة الواقعية هي إحدى أقدم الفلسفات ويندرج تحتها العديد من المدارس والاتجاهات، ورغم اختلاف الاتجاهات يمكن تصنيف المدارس إلى ثلاث مدارس واقعية (كريم وآخران، 2000، ص247):

  1. الواقعية الكلاسيكية.
  2. الواقعية الدينية.
  3. الواقعية العلمية (الطبيعية). وهي موضوع بحثنا.

ما هي معتقدات فلاسفة المدرسة الواقعية العلمية – الطبيعية؟

ومن إحدى المدارس الواقعية التي استوقفتني هي الواقعية العلمية أو الطبيعية. حيث يشير (العتيبي،1426هـ/2005م، ص102).  إلى أن هذه المدرسة تقوم على أن المعرفة تأتي للإنسان عبر حواسه، باكتساب المعرفة والخبرة.

وقد أدرك فلاسفة الواقعية العلمية (الطبيعية) أهمية العلم وطريقته العلمية التجريبية لمعرفة ماهية الأشياء والموجودات. فدعوا إلى تطبيق المناهج العلمية لدراسة مختلف جوانب الحياة البشرية. فالإنسان يعتبر كائن بيولوجي لدية نشاطاته العقلية والروحية. وتأثرت الواقعية العلمية في القرن العشرين بالتقدم العلمي (محمد،2003م، ص142).

طبيعة الإنسان من وجهة نظر الفلسفة الواقعية.

تعتقد الفلسفة الواقعية لطبيعة الإنسانية – تبعاً لوجهة نظرها – أن الفرد في هذا العالم يمكن فهمه ومعرفة ماهيته عن طريق دراسة مكوناته مثله مثل الموجودات الأخرى (صالح،1976م، ص52).

وأنه جزء من الكون يخضع لقوانينه، وإرادته مقيدة غير حرة. فضلاً عن أنه مكون من عقل وجسم لا يطغى أحدهما على الأخر. فحواس الجسم تنقل صور ووقائع العالم الخارجي إلى عقل الإنسان.

ليتمكن فيما بعد من التكيّف والتفاعل مع بيئته وعالمه الخاص. وأن الإنسان همجي لا يرغب بالخضوع للقوانين والأنظمة. ويسعى وراء تحقيق مصلحته فقط بأي وسيلة. لذا كان من الضروري وجود سلطان قوي مهمته ردع هذا الوحش الرابص داخل الإنسان (زيادة وآخرون،1427هـ/2006، ص193).

كما يعتقد الواقعيون أن الإنسان حر. فأفعاله تتم كما يريد ويرغب من خلال فهمه لمتطلبات حياته. إلا أن حرية الإنسان لها حدود تقف عندها.

اقرأ أيضاً هل الإنسان مخير أم مسير؟! وهل نمتلك إرادة حرة أم لا ؟!.

اقرأ أيضاً الشر والمعاناة عند الفلاسفة - لماذا يجب أن يكون الشر موجود في العالم حولنا؟.

اقرأ أيضاً العلاقة بين العائلة والمجتمع، وبين الفلسفة السياسية  من خلال عدسة الفلاسفة.

اقرأ أيضاً الفيلسوف ابن سينا – الأخلاق عند ابن سينا ,

وعندما بحث أرسطو في العقل البشري ربطه بفكرتي (القوة) و(الفعل). فالعقل الإنساني موجود بالقوة لدى جميع البشر. إلا أنه لا يمكن أن يقوم بدوره في الفكر والإدراك. إلا إذا خرج من حيز الوجود بالقوة إلى حيز الوجود بالفعل. أو من حيز الإمكان لتحصيل المعلومة والمعرفة إلى حيز الفعل في تحصيل المعلومه والمعرفة. وهذا يعني أن ثمة وجود بالقوة وآخر بالفعل. 

فالطفل الصغير يحوي جميع أعضاء الجسد كالشخص الكبير. غير أن بعضاً من تلك الأعضاء مثل الجهاز التناسلي لا تقوم غدده بوظائفها إلا في فترة البلوغ. فهي موجودة بالقوة قبل البلوغ كأعضاء موجودة. وهي موجودة بالفعل بعد البلوغ كأعضاء تقوم بوظيفة وعمل. حيث تؤدي هذه الأعضاء وظائفها خلال فترة محددة. وبالتالي يمكن التسليم بوجود العقل بالقوة. بينما وجود العقل بالفعل يكون بصورة أخرى.


ما هي المواقف التي يمكن ربطها بالفلسفة الواقعية؟

من المواقف التي يمكن ربطها بأحد المذاهب الفلسفية. وهو الفلسفة الواقعية – والتي اعتمدها أرسطو – هو زيادة معلوماتي . عن طرق وأساليب التربية الصحيحة التي تنمي الفرد والمجتمع.

فكانت أهداف التربية – عند أرسطو – تتمثل في بناء الشخصية الإنسانية وتنميتها بصورة شاملة (جسم، عقل، روح). لنصل إلى المواطن الصالح، من خلال تسهيل دمج وتكيف الإنسان مع بيئته. وبناء المجتمع المتماسك الذي يسوده الأمن والاستقرار.

فضلاً عن الهدف الأسمى للحياة وهو تحقيق السعادة للإنسان. عن طريق التوظيف المناسب لجميع ملكاته وقدراته. فالتربية الصالحة تعمل على مساعدة الإنسان على تنمية صحته الجسدية والعقلية والنفسية بإكسابه الفضائل حتى يصبح شخصاً حكيماً يتحلى بكل من الذكاء والمعرفة العلمية والفضائل الحسنة (أحمد،1992م، ص157).

في الختام👈 يمكن القول أنني استطعت في هذا المرحلة تعزيز قناعاتي بالفلسفة الواقعية ونظرتها نحو الإنسان بمكوناته العقلية والحسية، وربط العقل البشري بفكرتي (القوة) و(الفعل).


المراجع.

  1. أحمد، سعد موسى. (1992م). تطور الفكر التربوي، عالم الكتب، القاهرة.
  2. العتيبي، بدر بن جوعيد. (1426هـ/2005م). الأصول الفلسفية للتربية، ط1، مكتبة الرشد، الرياض.
  3. زيادة، مصطفى والجهني، حنان والعتيبي، بدر والعجمي، محمد. (1427هـ/2006م). الفكر التربوي مدارسه واتجاهات تطوره، مكتبة الرشد، الرياض.
  4. صالح، هاني عبد الرحمن. (1976م). فلسفة التربية. ط1، مكتبة جامعة عمان العربية، عمان، الأردن.
  5. محمد، أحمد علي عبد الحاج . (2003). أصول التربية، دار المناهج، عمان، الأردن.
google-playkhamsatmostaqltradent