في الآونة الأخيرة أحرز العلاج النفسي تقدماً واضحاً، من خلال المعالجة بالكلام في بعض الأوقات. فخلق مناخ متعاطف قد يجعل المعالج قادراً على تقديم المساعدة للشخص ليحدد مصدر مشاكله. والنظر للبدائل للتعامل معها.
فالبصيرة والوعي العاطفي في حال كسبهما الشخص عن طريق العلاج النفسي. يجعلان الشخص يعمل على تغيير مواقفه وسلوكه، فيعيش بحياة مقبولة نوعاً ما.
يمارس معظم ممارسي الصحة النفسية أحد العلاجات السلوكية الستة المعتمدة في مجال الصحة النفسية.
أنواع العلاجات النفسية.
العلاجات النفسية متنوعة منها السلوكي، المعرفي، الداعم، التحليلي، الديناميكي (العنزي،2017).
العلاجُ السُّلُوكي.
يستند العلاجُ السلُوكي على بعض المُداخلَات. التي تم تصميمُها . لمساعدة الشخص المريض على التغاضي أو التجاهل عن سلوكيَّات سوء التكيُّف. فضلاً عن تعلُّم السُّلُوك التكيُّفي.
ومثال على العلاج السُّلوكي نذكر العِلاجُ بالتعرض. والذي يُستخدَم غالبًا لعِلاج الرهاب. وفي هذا العلاج يُعرَّض المرضى بشكل متكرر إلى الموقف أو النشاط المخيف. في ظل بيئة آمنة. بهدف تقليل الخوف ومساعدة المرضى للتوقف عن تجنُّب الأشياء التي يخافونها.
ميزات وسلبيات هذه النظرية.
الميزات.
- الدقة في تحديد الأساليب والتقنيات المستخدمة في الإرشاد السلوكي.
- تعالج هذه الطريقة حالات القلق والمخاوف والإدمان الكحولي وغيرها من المشاكل.
- تسمح للمعالج فرصة النقل من موقف الإرشاد إلى المواقف الحياتية بالاعتماد على الأبحاث التجريبية.
السلبيات.
- تفتقر لوضوح الأهداف.
- اختزال الفرد ليصبح شبه الآلة، مما يقلل من فرص الابتكار أمام الشخص المريض.
تركز هذه الطريقة على السلوك الإنساني وتغفل عن المشاعر والأفكار والتي تعتبر جزءاً مهماً من الشخصية. (بلان، 2015، ص155).
العلاج المعرفي.
يساعد العلاجُ المعرفي الشخص المريض للتعرف على المشاكل في التفكير، ومحاولة فهم دور هذه المشاكل أو الانحرافات في المشاكل الحياتية.
ومثال ذلك عندما يفكر المريض بطريقة الكل أو لا شيء، كأن يتبادر لتفكيره: "إذا لم أكن ناجحاً تماماً، فأنا فاشل تماماً ". ويفترض ذلك أنَّ طريقة تصرفات وشعور المَرضَى يعتمد على تفسيرهم للتجارب التي مروا بها.
لذلك ومن خلال التعرُّف إلى الافتراضات الأساسيَّة والمعتَقدات. يتعلَّم الشخص طرق جديدة ومختلفة في التفكيرَ في تجاربهم. والتقليل من الأَعرَاض، كل ذلك يؤدِّي إلى تحسين السُّلوك والمشاعر لديهم.
يرتبط العلاجُ السُّلوكي بالعلاج المعرفي. لذلك وفي بعض الحالات. يَجرِي استخدام توليفة من العلاجين الاثنين. ويطلق على ذلك ما يسمى العلاج المعرفي السُّلوكي.
حيث إنَّ الأساسَ النظري للعلاج السُّلُوكي هو نظرية التعلُّم. والتي تقول إنَّ السُّلوكيات غير الطبيعية سببها التعلُّم الخاطئ. فالسلوك الشاذ هو سلوك متعلم خاضع للوسط المحيط. مما يؤكد على دور العملية التربوية من الأسرة للمدرية وغيرها (بلان، 2015، ص155).
فالعلاج المعرفي السلوكي هي طريقة علاجية تعتمد على الحوار بين المريض والمعالج. من أجل التغلب على المشاكل من خلال تغيير طريقة التصرف والتفكير للمريض. ومساعدته على تغيير طريقة تفكيره السلبية. وتحويلها لطرق تفكير إيجابية واقعية. ويستخدم هذا النوع لعلاج حالات الكآبة وتعكر المزاج وغيرها من الحالات.
اقرأ أيضاً دراسة نقدية – قلق ما بعد الصدمة PTSD واستقصاء برنامج علاجي معرفي سلوكي.
اقرأ أيضاً التوتر النفسي - هل يمكن أن يكون التوتر إيجابياً؟.
التحليلُ النفسي.
يعتبر التحليل النفسى أحد أشكال العِلاج النفسي وأقدمهم. وضعه سيغموند فرويد في النصف الأوَّل من القرن العشرين. وفيه يستلقي الشخصُ على أريكة في عيادة المعالِج النفسي. وعدد الجلسات تقدر ب 4 أو 5 مرَّات في الأسبوع. ويحاول المريض أن يقولَ كلَّ ما يدور في ذهنه، وهذه الطريقة تسمى التداعي الحرّ.
ويركِّز فيها كثيراً على مساعدة الشخص، ومحاولة فهم كيفية تكرار أنماط العلاقات السَّابقة في الوقت الحالي. بحيث تكون العلاقةُ بين الشخص والمعالِج النفسي جزءاً رئيسياً من هذا التركيز.
لأن فهمَ كيفية تأثير المواقف القديمة في الزمن الحاضر يساعد الشخص على تطوير طرق أكثر تكيفاً للأداء في العَلاقات الشخصية وفي مواقع العمل.
ميزات وسلبيات التحليل النفسي.
ميزات.
- تعتمد على المنهج التجريبي الذي يفتح مجالاً لدراسة مختلف الجوانب الشخصية.
- استيعاب وفهم أساسيات المرض، حيث تمنح بعداً جديداً للمرض النفسي.
- اتفاق الجميع على أن التجارب والمشكلات السابقة التي واجهها الشخص من الممكن أن تساهم في ظهور الأعراض الحقيقية للمرض وبالتالي التوصل لآلية العلاج (نصار، د - ت).
سلبيات.
- عدم استخدام منهج البحث العلمي من خلال استخدام دراسة الحالة. وبالتالي عدم القدرة على تطبيق نتائج هذه النظرية على كافة الأشخاص.
- تجاهل بعض العوامل كاختلاف الشخصيات والعمر أثناء تحليل المرضى، مما يؤدي لنتائج غير دقيقة.
- غموض بعض المفاهيم كالأنا واللاوعي واعتبارها مفاهيم واسعة لايمكن حصرها ضمن إطار.
العلاج النفسي الديناميكي.
إن العلاج النفسي الديناميكي مثله مثل التحليل النفسي. حيث يشدِّد على تحديد الأنماط اللاواعية في المشاعر والأفكار والسُّلُوكيَّات الحالية.
ولكنَّ في هذا العلاج عادةً يجلس الشخصَ بدلاً من الاستلقاء على الأريكة، ويكون عدد الجلسات بمقدار 1-3 جلسات في الأسبوع. كما يَجرِي التركيزُ بصورة أقلّ على العلاقة بين الشخص والمعالج النفسي.
أي أن العلاج الديناميكي والتحليل النفسي متشابهان في تحليل الأنماط اللاواعية في المواقف والسلوكيات الحالية.
هناك طرق تختلف عن طرق العلاج التقليدية. من خلال التنفيس عن الانفعالات عن طريق الرسم أو الرقص والموسيقى أو التمثيل وممارسة التمارين الرياضية. كما ان إقامة علاقة حميمية بين صديقين يساهم في تحليل المشكلات وتعديل التفكير السلبي. لذلك تعتبر هذه العلاقة ذات طبيعة علاجية.
كما أن استهداف المريض من خلال تدريبه على التفكير المنطقي. فيما يخص حل المشكلات واتخاذ القرارات. يساعده على تغيير أسلوب تفكيره نحو الأفضل.
وهناك طريقة العلاج النفسي الذاتي فالشخص أدرى بمشكلاته وظروفه الخاصة أكثر من الأخر. لذلك على الشخص اتباع بعض الأمور التي توصله لدرجة الوعي والنضج النفسي. من خلال فهمه لذاته أولاً، ومن ثم تعرفه على الحيل التي يستخدمها لمواجهة مشكلاته وعيوبه بصورة صادقة ومباشرة. فضلاً عن ضرورة تحمله لمسؤولياته ومحاسبته لنفسه بكل صدق وشجاعة في نهاية كل مرحلة او مدة زمنية تمر.
أرى أن طرق العلاج الذاتي مفيدة كونها تنبع من الذات دون الحاجة للغير. فهي علاج لسلوكيات ومعتقدات الشخص من داخله، وتبديلها بسلوكيات إيجابية.
المراجع.
- العنزي، أمل عاني. (2017). ما هي أنواع العلاج النفسي؟. السعودي العلمي. متاح على الرابط http://www.scientificsaudi.com/ss/12489 .
- بلان، كمال يوسف. (2015). نظريات الإرشاد والعلاج النفسي. دار الإعصار العلمي. ط1. عمان.
- نصار، عبد الرحمن. ( د – ت). ما هي إيجابيات نظرية التحليل النفسي لفرويد؟. قل ودل. متاح على الرابط https://2u.pw/3FPqF .