تحدي الموارد المحدودة وإشباع الحاجات غير المحدودة
تعريف المشكلة الاقتصادية.
- هي مشكلة الفقر والحاجة التي لازمت الإنسان منذ الأزل. إلا أن الإنسان لا يشعر بمشكلة الفقر إلا تدريجياً مع ازديدا حاجاته ومتطلباته الضرورية تبعاً لدرجة تطوره وتقدمه. فالإنسان القديم رغم نقص وقلة موارده المتاحة لم يكن يشعر بمشكلة الفقر والعوز بسبب قلة حاجاته وتطلعاته. حيث إن مشكلة الفقر نسبية تختلف مع اختلاف الزمان والمكان (الجمال، 1980، ص35).
- كما تعرف المشكلة الاقتصادية بانها عدم المقدرة المجتمعية على تلبية حاجات أبناء المجتمع غير المحدودة والمتجددة باستمرار. وذلك بسبب ندرة الموارد الاقتصادية بشكل نسبي (يعقوب، 1999، ص40). حيث تكون الكميات المتوفرة من مورد ما كبيرة نوعاً ما. ولكن يعتبر مورداً نادراً عند قياسه بالرغبات البشرية التي ينبغي إشباعها. أي يعتبر نادراً من حيث كمية العرض المتاحة لهذا المورد قياساً بمستوى الإشباع المطلوب للحاجات (مسالمة، 2009، ص10).
أمثلة للمشكلة الاقتصادية التي يواجهها كل من الأفراد، الشركات والحكومات.
1. الأفراد.
حيث إن محدودية المنتجات والخدمات الضرورية لإشباع حاجات الإنسان وتأمين متطلباته المعيشية والمنبثقة من ندرة الموارد والثروات الطبيعية تسبب ظهور مشكلة جديدة وهي معرفة الاختيار بين استعمالاتها البديلة.
مثال1.🔔طريقة توزيع الدخل الشهري للأسرة بين تكاليف الايجار وفواتير الخدمات والغذاء والتنقل واللباس للتقليل من الفقر والحاجة. وبالتالي الموازنة بين الموارد والحاجات.
مثال2.🔔قد يكون لدى شخص ميزانية محدودة ويرغب في شراء سلع وخدمات متعددة. ومع ذلك. قد يجد نفسه مضطرًا لتحديد الأولويات وتخصيص الموارد بطريقة تلبي احتياجاته الأساسية بشكل أفضل. يمكن للأفراد التعامل مع هذه المشكلة عن طريق إدارة ميزانياتهم بشكل فعال. واتخاذ قرارات استهلاكية مدروسة. والبحث عن فرص لزيادة دخلهم.
مثال3.🔔يجب على الفرد أن يقرر بين شراء ملابس جديدة أو توفير المال للطوارئ. أو بين الذهاب في رحلة سياحية أو دفع الفواتير
2. الشركات.
مثال1. طريقة إيجاد المنتجات والخدمات العامة التي يزداد الطلب عليها ومراقبة عادات الشراء التي يتبعها المستهلكون وبالتالي الحاجة لشراء آلات جديدة لإنتاج سلع جديدة مطلوبة بكثرة. بعدد أكبر مع تكلفة أقل. وبالتالي تحقيق الموازنة بين الموارد والاستثمارات.
مثال2. يجب على الشركة أن تقرر بين إنتاج السلع الفاخرة أو السلع الأساسية. أو بين الاستثمار في البحث والتطوير أو الإعلان والتسويق.
3. الحكومات.
مثال1. 🔔طرق التعامل مع التكاليف الخارجية في مشكلة التلوث البيئي الناتج عن إقامة المصانع والمعامل. أو رغبة الحكومة في خفض الإنفاق على إعانات ذوي الدخل المحدود بهدف زيادة حوافز العمل. إلا ان ذلك يخلق مشكلة عدم المساواة بين العمال. وبالتالي تكوين سلم الأولويات لحل المشكلات الناتجة عن الرغبات الضرورية.
وعلى الرغم من أن المطار سيخدم البلد كاملاً ويحسن العلاقات التجارية مع البلدان القريبة والبعيدة. إلا أن القدرات المالية تقتصر على إمكانية تطوير شبكة السكك الحديدية الداخلية. والتي تحسن التجارة الداخلية فقط ولكنها بالمقابل تخدم معظم السكان في تنقلاتهم بين المحافظات.
مثال3. 🔔يجب على الحكومات تحديد أولوياتها وتخصيص الموارد بطريقة تعزز التنمية المستدامة وتلبي احتياجات المجتمع. يمكن للحكومات التعامل مع المشكلة الاقتصادية عن طريق تنفيذ سياسات اقتصادية فعالة. مثل سياسات التحفيز الاقتصادي.
كيف يمكن التعامل مع المشكلة الاقتصادية؟
ومن ثم تحديد سبب المشكلة وأبعادها وعناصرها والتفاعل بين تلك العوامل وما ينجم عنه من آثار سلبية أو إيجابية. وهو بذلك يعتبر أسلوب من أساليب التخطيط الشاملة والمتكاملة (التميمي، 2018، ص173).
على سبيل المثال. يمكن للأفراد تحقيق التوازن بين الإنفاق والادخار. بينما يمكن للشركات استخدام تحليل التكاليف-الفائدة لاتخاذ قرارات استثمارية مناسبة. وبالنسبة للحكومات. يمكنها استخدام سياسات اقتصادية مثل التحفيز الضريبي أو الإنفاق العام لتحسين توزيع الموارد.
هل من الممكن حل المشكلة الاقتصادية بشكل كامل ومن جذورها؟ ولماذا؟
وبالتالي ستظل هناك دائمًا حاجة مستمرة لإدارة الموارد بحكمة وفعالية. أي ان التوزيع غير المتكافئ للموارد الطبيعية وندرتها. بالإضافة لوجود حاجات غير محدودة للأفراد والمجتمعات. كل ذلك يسبب إعاقة في إنتاج السلع والخدمات في القطاع الاقتصادي.
لذا يمكن القول👈لا يمكن حل المشكلة الاقتصادية بشكل كامل ومن جذورها بسبب طبيعة الموارد المحدوده والحاجات الغير محدودة. ومع ذلك. يمكن تقليل تأثيراتها سواء على المستوى الفردي أو الشركات أو الحكومات من خلال إدارة فعالة ومستدامة للموارد المتاحة واتخاذ قرارات استهلاكية واقتصادية ذكية.
ونهاية 👈فإن القدرة على إشباع الحاجات متفاوتة بين الافراد والكيانات. وبالتالي فإن تحديد أولويات هذه الحاجات هو الخيار الأول أمامنا مجتمعين كأفراد أو شركات أو حتى حكومات. لوضع الخطط اللازمة لإدارة فعالة وموضوعية للموارد المتاحه.
المراجع.
- التميمي، محمد زايد أبو رجب. (2018). المنظور الاستراتيجي للإعلام الدعوي. ط1. عمان: دار أمجد للنشر والتوزيع.
- الجمال، محمد عبد المنعم. (1980). موسوعة الاقتصاد الإسلامي ودراسات مقارنة. ط1. القاهرة. بيروت: دار الكتب الإسلامية في مصر ولبنان.
- النسور، دانا. (2022). بحث عن المشكلة الاقتصادية. موقع رواد. تم الاسترجاع من الرابط https://2u.pw/TOZm5.
- بن سحنون، سمير. (2015). المشكلة الاقتصادية .... بين الفكر الاقتصادي الرأسمالي والفكر الاقتصادي الإسلامي. المجلد 3. العدد8. . جامعة الوادي: مجلة الدراسات الاقتصادية والمالية.
- مسالمة، معتز عبد الله. (2009). المشكلة الاقتصادية بين الاقتصاد الإسلامي والاقتصاد الوضعي .... أوجه الاختلاف وأوجه الاتفاق. رسالة ماجستير. جامعة اليرموك. الأردن.
- يعقوب، سليمان. (1999). مبادئ الاقتصاد الجزئي. ط1. عمان. الأردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع.