أنماط التعلم - ما هي أنماط التعلم لدى المتعلمين

الفلسفة: بوصلة الأخلاق في المجتمع.

الأخلاق هي الركيزة الأساسية التي تحكم سلوكياتنا وتفاعلاتنا في المجتمع. لكن من أين تأتي هذه الأخلاق؟ هنا يأتي دور الفلسفة، فهي بمثابة بوصلة تُرشدنا نحو السلوك الصحيح. وتساعدنا على فهم مبادئ الأخلاق وفلسفتها.

فما هي علاقة الفلسفة بالأخلاق؟ هذا ما سنستكشفه في هذا المقال.

إن الجزء الأكثر أهمية في مجال الفلسفة. هو ما يخص تطوير الفرد من الناحية الأخلاقية. الذي من خلاله يمكن تطوير المجتمع الذي نعيش فيه.

جميعنا يؤمن بأهمية الأخلاق في شخصية الأفراد ليكونوا صالحين في المجتمع. فمن أهم ما يميز الإنسان بمختلف سماته هو اعتباره كائناً أخلاقياً. حيث حاول منذ بداية نشأته أن يتلمس من خلال سلوكه وسلوك الآخرين. المواقف الأخلاقية كالخير والشر، أو الفضيلة والرذيلة. وحاول ممارسة هذه الوقائع بشكل عملي ضمن نشاطاته الحياتية. ومن ثم لإصداره للأحكام على ما يجب فعله وما لا يحبذ.

ما هي العوامل المؤثرة في التفكير؟

وقد أثر العديد من العوامل في تغيير طريقة تفكيري. كالخبرات الشخصية المجتمعية والتعرض لثقافات وآراء مختلفة. وبالتالي يمكن أن تؤثر البيئة المحيطة بالأفراد على أخلاقهم التي يتحلون بها. فالإنسان يمكن أن يكتسب ملكة الحكم الأخلاقي والتي تعني معرفة التمييز بين الخير والشر منذ الصغر من خلال مصدرين: (عبد الجبار، 2020، ص60)

• 🔑 شعور داخلي يأمره أو ينهيه عن فعل أمر معين. وهذا ما يسمى الضمير الأخلاقي.
• 🔑 شعور خارجي يتأثر بالأوضاع والتقاليد الاجتماعية والثقافة التي يتلقاها الفرد من البيئة المحيطة التي تشير له لما يجب أن يفعله وما يجب أن يمتنع عنه.

اختلاف مصادر الأخلاق عند الفلاسفة.

أما فيما يخص الاختلافات في مصادر الأخلاق والقيم ومذاهبها بين الفلاسفة. فنذكر بعض وجهات النظر:

الأخلاق عند أفلاطون.

نقد أفلاطون فكرة السفسطائيين ورأى أن تفسير الفضيلة باللذة. قد يهدم الأخلاق من أساسها. فغاية السلوك الاخلاقي يجب أن تقع ضمن نطاق العقل الأخلاقي. كما رفض الفلسفه الأخلاقية عند السفسطائيين بسبب أنها نسبية. ولا تعطي استقلالية ذاتية للموقف الأخلاقي إن كان خير أم شر. (شهيد، 2008، ص262)

الأخلاق عند أرسطو.

وكما رفض أفلاطون النظرية النسبية للأخلاق عند السفسطائيين كذلك نبذها أرسطو (كرم، 2020، ص267). فقد أكدت فلسفة أرسطو الأخلاقية أن الإنسان اجتماعي بطبعه. 

وهذه الفطرة تدفع به للالتقاء بغيره. مع السعي لتأمين الحاجات اللازمة لتحقيق سعادة الفرد والمجتمع. استناداً للفضيلة والسيرة الحسنة وجميعها هي غاية الاجتماع البشري (طاليس، 1979، ص57).

الأخلاق عند ابن سينا.

كان يعول ابن سينا على التكرار في إدامة الخلق الحسن، من خلال اعتماد مبدأ الثواب. وأن الفضيلة حالة وسطية بين رذيلتين هما الإفراط والتفريط. كما أدرج الأخلاق ضمن نطاق التجارب العملية. 

فقد سعت فلسفة ابن سينا لتزويد الفرد بخيرة تربوية تعرفه ما يملك من مناقب. وأن هذه الخبرة يتم اكتسابها من الصديق الخبير الذي يملك عقلاً راجحاً. فيشجع الفرد على التقصي عن أخلاق الناس المحيطة به. فيسعى لتنمية المناقب الفاضلة وقمع المثالب والأخلاق السيئة. (ابن سينا، 1375 هـ/1938م، ص202-203).

الأخلاق عند الفارابي.

يؤمن الفارابي بالتجربة والممارسة. وأن الفضيلة والرذيلة الخلقية تسيطر على النفس بالتكرار للفعل نفسه. فالأفعال الخيرة تولد الفضائل. والأفعال الشريرة تولد الرذائل. كما الكتابة فبقدر ما نكتب كتابة رديئة سوف تتمكن مننا الكتابة الرديئة. 

أما حين نكرر الكتابات الجيدة سوف تتمكن مننا الكتابة الجيدة. فالإنسان برأيه لا يولد على فطرة الطبع السيئ أو الجيد. بل يولد وله استعداد طبيعي لأي فعل بقدر ما يكرر هذا الفعل. (التكريتي، 2020، ص50).

وبالتالي 🔔فالأخلاق والقيم تتغير بين الفلاسفة بشكل خاص وبين البشر بشكل عام. والفعل بقدر ما يكون أقرب إلى الاعتدال والوسط بقدر ما يكون فاضلاً. والعقل هو من يحكم ويحدد هذا الوسط. فالأمر الذي يعد كرماً لدى شخص فقير. يعتبر بخلاً عند شخص غني. (خزعلي،2008، ص183).

والإنسان الذي يتصف بالفضيلة يكون متميزاً بالإيثار مهتماً للجماعة وغير آبهٍ للأنا والذات. وإن توافر العدد الكافي من هؤلاء الأفراد في المجتمع سيكونون سبباً في صلاحه وسيادة أخلاق الخير فيه. فأبنائه مستعدون لبذل كل شيء من أجل تطور المجتمع والوصول إلى السعادة والخير العام لمجتمعهم.

لذلك يمكن القول 🔔 هناك اختلافات كثيرة في مصادر الاخلاق والقيم ومذاهبها بين الفلاسفه. فالفلاسفة يعتمدون في مصادرهم على الفلسفة والدين والتجارب الشخصية وثقافة المجتمع. فيختلف الفلاسفة في رؤيتهم للإله والحياة والموت والإنسان. 

ونتيجة لذلك فإن هذا التباين والاختلاف يدل على تنوع الثقافات والأديان والتجارب الشخصية التي يتعرضون لها ويمارسونها في مجتمعاتهم.

ما أثر الأخلاق في المجتمع؟

للأخلاق تأثير عميق وواسع على المجتمع، فهي تُشكل أساسًا لقيام مجتمع متماسك وفعال. ومن أبرز تأثيرات الأخلاق الإيجابية على المجتمع نذكر.

1. تعزيز التعاون و التكافل.

• تُشجع الأخلاق على التعاون بين أفراد المجتمع، ومساعدة المحتاجين، و التكافل الاجتماعي.
• تُعزز الأخلاق الشعور بالمسؤولية المشتركة تجاه المجتمع، و تدفع أفراده للمشاركة في الأعمال الخيرية و التطوعية.

2. خلق بيئة آمنة و مستقرة.

• تُساعد الأخلاق على خلق بيئة آمنة و مستقرة، حيث يشعر أفراد المجتمع بالأمان والثقة ببعضهم البعض.
• تُقلل الأخلاق من الجرائم و الانحرافات، و تُساهم في حل النزاعات بشكل سلمي.

3. تعزيز الثقة و الاحترام.

• تُشجع الأخلاق على الصدق و الأمانة، و احترام حقوق الآخرين.
• تُعزز الأخلاق الثقة بين أفراد المجتمع، و تُساهم في بناء علاقات إيجابية وقوية.

4. تعزيز التقدم و الازدهار.

• تُشجع الأخلاق على العمل الجاد و الإبداع، و الابتكار.
• تُساهم الأخلاق في خلق بيئة مناسبة للتعلم و النمو، و تُعزز التقدم و الازدهار في المجتمع.

5. تعزيز السعادة و الرفاهية.

• تُشجع الأخلاق على السلوكيات الإيجابية، مثل التسامح و التراحم و العطف.
• تُساهم الأخلاق في خلق بيئة إيجابية و سعيدة، و تُعزز الرفاهية في المجتمع.

أمثلة على تأثيرات الأخلاق الإيجابية.

• المجتمعات التي تتمتع بمستوى عالٍ من الأخلاق تميل إلى أن تكون أكثر أمانًا و استقرارًا.
• المجتمعات التي تُشجع على التعاون و التكافل تميل إلى أن تكون أكثر ازدهارًا و سعادة.

في المقابل، فإن غياب الأخلاق أو ضعفها يمكن أن يؤدي إلى العديد من التأثيرات السلبية على المجتمع، مثل:

• انتشار الجرائم و الانحرافات.
• فقدان الثقة و الاحترام بين أفراد المجتمع.
• ضعف التعاون و التكافل.
• شعور أفراد المجتمع بالخوف و عدم الأمان.
• انتشار الفساد و الظلم.

كيف تؤثر هذه الاختلافات على الأفراد؟ وما هي الأسئلة حول الأخلاق والقيم التي نبحث عن إجاباتها؟

تؤثر هذه الاختلافات بصفة شخصية كفرد في مجتمع. فالإنسان يتأثر بالثقافة المجتمعية والأديان والمعتقدات السائدة في البيئة التي يعيش فيها. فالأخلاق والقيم والمعتقدات قد تختلف بصورة واضحة بين الأفراد مما يدل على التنوع الثقافي والديني والمجتمعي في العالم.

ما زال لدي بعض الأسئلة حول الأخلاق والقيم أريد إجاباتها أذكر منها:

• ❓هل يمكن للأخلاق أن تكون مصدراً للقوة والسلطة في المجتمعات؟
• ❓هل يمكن للأخلاق أن تكون موضوعية وغير قابلة للتأثير الثقافي والتاريخي؟
• ❓هل يمكن للأخلاق أن تنمو أو تتغير مع تغير الظروف الاجتماعية السائدة في المجتمع؟
• ❓ما هي علاقة الأخلاق بالحرية الفردية والحرية الشخصية؟
• ❓ما علاقة الأخلاق بالعدالة وتكافؤ الفرص والمساواة بين أفراد المجتمع الواحد؟
• ❓ما هي الأدوات الفلسفية التي يمكن استخدامها لتقييم الأخلاق وتطويرها؟
• ❓ما هي النظريه الفلسفيه التي تحاول تفسير منبع الأخلاق وتشرح مفاهيمها؟
• ❓هل يمكن تحديد معايير أخلاقية موحدة لجميع الثقافات والمجتمعات؟ أم أنها تختلف من مجتمع لآخر؟

في الختام 👈 نستنتج اختلاف مصادر القيم الأخلاقية تبعاً للمكان والزمان والمعتقدات والثقافات التي ينتمي لها كل فرد. كما ترتبط بتجربته الشخصية. لذلك نجد أمامنا الكثير من الأفكار المتباينة ضمن اتجاهات محددة. كالاتجاهات الدينية. الاجتماعية. الطبيعية. النفسية الشخصية أو غيرها من الاتجاهات.

المراجع.

1. ابن سينا (1357 هـ/1938م): علم الأخلاق. منشور ضمن مجموعة رسائل ابن سينا. مطبعة كردستان العلمية. القاهرة.
2. التكريتي، ناجي (2020): فلسفة الأخلاق عند الفارابي. مكتبة المنهل. متاح على الرابط https://platform.almanhal.com/Details/Book/2956.
3. خزعلي، قاسم محمد محمود (2008): الأخلاق بين الفلاسفة المسلمين والفلاسفة اليونانيين وانعكاساتها التربوية – دراسة مقارنة. ع4. مج 43. مجمع البحوث الإسلامية. الجامعة الإسلامية. باكستان.
4. شهيد، حسين حمزة (2008): الأخلاق في فكر أفلاطون الفلسفي. العدد10. مركز دراسات الكوفة. قسم الفلسفة. جامعة الكوفة.
5. طاليس، أرسطو (1979): الأخلاق. ترجمة إسحاق بن حنين. تقديم وتحقيق عبد الرحمن البدوي. ط1. وكالة المطبوعات.
6. عبد الجبار، نبيل عبد الجميد (2020): الفلسفة لمن يريد. مكتبة المنهل. متاح على الرابط https://platform.almanhal.com/Details/Book/2951.
7. كرم، يوسف (2020): تاريخ الفلسفة اليونانية – مذاهب إنسانية. مكتبة المنهل. متاح على الرابط https://platform.almanhal.com/Details/Book/118086.