كتابة البحث العلمي باللغة العربية - عوائق وتحديات
يعد البحث العلمي من المعايير المهمة لمدى تطور وتقدم البلدان. فالبحث العلمي له أهداف متعددة منها التوصل لحل المشكلات بصورة صحيحة ونظامية. بالإضافة للتوصل الى ابتكارات أو اختراعات حديثة في تخصص البحث. او اقتراح توصيات لإجراءات معينة من أجل تنفيذ النتائج التي تم التوصل لها (العابدي، 2005، ص22).
وفي هذه المناقشة سنسلط الضوء على واقع البحث العلمي في العالم العربي حيث معظم الأبحاث تكتب باللغة العربية. ومن خلال الخبرات والبحث المتواصل نجد أن واقع البحث العلمي ومنشوراته في الجامعات العربية .لايزال متواضعاً في مختلف المجالات النظرية والتطبيقية.
كما ان نشاطات البحث العلمي في أغلب الجامعات يقتصر على هدف واحد هو الترقية الأكاديمية. ونادراً ما يوجه لمعالجة قضايا المجتمع ومشكلاته (زيتون، 1995، ص122).
ما هي الصعوبات التي تواجه البحث العلمي؟
هناك عدة مشاكل وعوائق قد تواجه الباحثين الذين يرغبون في كتابة بحث علمي باللغة العربية. من بين هذه العوائق:
- ندرة ونقص المصادر ذات الصلة باللغة العربية: حيث يجد الباحث صعوبات وتحديات للحصول على مصادر علمية موثوقة مكتوبة باللغة العربية. وعدم قدرة البعض من الإفادة من المعلومات الإلكترونية والتي تكون نادرة وإن وجدت فهي لا تمتلك المصداقية غالباً مما يجعل عملية إنجاز البحث العلمي مبني على معلومات غير مضبوطة (رحماني، 2018، ص5).
- ضعف البنية التحتية لأساسيات اللغة العربية: فقد تكون البنية التحتية العلمية والأكاديمية ينقصها بعض التطور والمواكبة للتقدم في بعض المجتمعات الناطقة بالعربية. مما يجعل البحث والنشر أكثر تعقيدًا. ونذكر مثال على ذلك سوء الترتيب للأفكار المراد نشرها في البحث. فالباحث الذي يهمل كتابة مسودة للبحث ومراجعتها عدة مرات قبل تسليم البحث. قد يقع في بعض العثرات التي كان من الممكن تفاديها لو كتب المسودة وقام بمراجعتها عدة مرات لتفادي السهوات والأخطاء. وترتيب الأفكار بصورة متناسقة. فكل عمل يحتاج لإعداد وتحضير مثله مثل البناء الذي يحتاج لخريطة ومخطط يظهر مراحل البناء (أبو حليم وآخرون، 2021، ص27).
- تحديات اللغة العربية: فكل لغة في العالم لها قواعد وأسس تستند إليها سواء في اللغة المكتوبة أو المسموعة. واللغة العربية لها قواعد تستند للاشتقاق والتركيب والقياس. وبالتالي ففهمها يعتمد على فهم قواعدها التي تعتبر وسيلة لتعصم اللسان أو القلم عن الخطأ. وهذا الخطأ يؤدي إلى سوء الفهم وعدم وصول المعلومة بصورة صحيحة إلى السامع أو القارئ للبحث وبالتالي فإجادة قواعد اللغه العربيه يساهم في كتابة البحث بتعابير وصياغات صحيحة مما يسهم في استمتاع القارئ بالكلمات والتعابير التي يقرأها بسبب وضوحها. كما أن الخطأ في الإملاء يسبب الاستهزاء بالكاتب فمن المعيب على باحث أكاديمي أن يخطئ في الإملاء أو في وضع علامات الترقيم. فعلامات الترقيم تساعد في إظهار الافكار بصورة جيدة. وتساعد على فهم المعنى المقصود من كل فقرة. كل تلك الأخطاء تقلل من قيمة البحث والباحث (أبو حليم وآخرون، 2021، ص22). كما تواجه بعض الباحثين صعوبة في التعبير عن أفكارهم أو عرض نتائج أبحاثهم باللغة العربية بطريقة دقيقة وصحيحة. خاصة في التخصصات التي قد تكون فيها المصطلحات العلمية فيها مستوردة.
- صعوبات النشر بسبب كتابة البحوث باللغة العربية: فالنشر العلمي مؤشراً على مكانة الهيئات والمؤسسات البحثية باعتبارها مؤسسة بحثية مستقلة. كما تعتبر البحوث المنشورة من أهم مخرجات البحث. وتعترض البحوث العلمية المكتوبة باللغة العربية تحديات وعوائق تمنعها م النشر في المجلات العلمية ذات التأثير العالمي. مما يقلل من فرصها في تبادل البحوث والتعاون العلمي وانتشار تلك البحوث في بلدان عالمية (ذنون 2014، ص12).
في الختام إن حل هذه التحديات والمشكلات يتطلب تضافر الجهود من مختلف الأطراف. من حكومات ومؤسسات أكاديمية وناشرين. من اجل دعم البحث العلمي باللغة العربية وتحسين بنيتها التحتية العلمية والأكاديمية.
المراجع.
- أبو حليم، نبيل وأبو خليل، زهدي والساحوري، نائل. (2021). موسوعة تعليم الإنشاء. دار أسامة للنشر والتوزيع. ملف pdf. مكتبة المنهل. تم الاسترجاع من الرابط https://platform.almanhal.com/Details/Book/837.
- العابدي، محمد عوض. (2005). إعداد وكتابة البحوث والرسائل الجامعية مع دراسة مناهج البحث. القاهرة: دار الميسرة.
- ذنون، موفق. (2014). واقع البحث العلمي العربي. المؤتمر الدولي العلمي حول إدارة التغيير في عالم متغير. المعقد بعمان. الأردن: مركز البحث وتطوير الموارد البشرية.
- رحماني فريحة. (2018). صعوبات البحث العلمي. العدد 3. جامعة البليدة 2- لونيسي علي: مجلة الفكر للدراسات القانونية والسياسية.
- زيتون، عايش. (1995). أساليب التدريس الجامعي. عمان: دار الشروق.