تحليل قصة قصيرة من خلال اقتباسات وإعادة صياغة
في تقريرنا اليوم سنحلل قصة " آيس كريم " من المجموعة القصصية " لافندر " للكاتبة " الشيماء حامد " (حامد، 2024، ص9-11). يشار إلى أن القصة تتمحور حول قضايا اجتماعية وثقافية وفنية متنوعة. ويُلاحظ أنها تعالج قضايا قد تهم المرأة بشكل عام والمجتمع بشكل خاص.
ورغم وجود مجموعة قصصية رائعة للكاتبة آنفة الذكر إلا أن هذه القصة قد أثارت انتباهي. لبساطة فكرتها وغنى مفرداتها وتوصيفها الصحيح لحادثة الانتظار على باب سينما مترو.
وفي سردنا لأفكار القصة. يمكن أن نتبع المنهج التحليلي. الذي يهتم بالتفاصيل الدقيقة. من خلال التحليل والنقد. ومن ثم استنباط الأحكام والتعميم. كما يهتم باستخراج الحلول التي تعالج المشكلة (سعد، 2020).
- المكان هو المنطقة أمام سينما مترو. والزمان هو الساعة السادسة ونصف مساء.
- عينات الدراسة التحليلية والمتأثرين بها هم: الشاب والفتاة العاشقين. وكذلك الفتاة الصغيرة ذات الفستان الأزرق والأم وصديقتها. عامل الاستقبال في سينما مترو. والجرسون في الكافتريا.
نلاحظ أن القصة تتمحور حول قضية اجتماعية عاطفية تصف مشاعر الحب بين شاب ثلاثيني يتصف باللامبالاة. وفتاة صغيرة وصفها الشاب بأنها من مواليد الصيف لذلك قلبهم حامي. فقد روت الكاتبة عن شخصية الشاب بأنه يتصف باللامبالاة. من خلال قولها: " كان يقول لها مازحاً. عندا كانت تتهمه باللامبالاة ".
وقد ورد في القصة حالة القلق والتوتر التي كان يعيشها الشاب وهو ينتظر الفتاة على باب سينما مترو. رغم أنه ليس من عاداتها أن تتأخر على مواعيدهما. كان ينتظر وبيديه تذكرتين.
ستفقدان أي معنى لهما بعد خمس دقائق. بسبب انتهاء وقت الفيلم. ويزداد توتره عندما ينظر إليه عامل الاستقبال. بعد ان راهنه أنها لن تأتي. ليرمقه بنظرة شماتة بعد مضي الخمس دقائق. وهو يغلق باب السينما.
وكان لفظ الآيس كريم قد ورد في القصة من خلال موقفين.
الموقف الأول: عندما اشترت الفتاة تورتة آيس كريم كبيرة. احتفاء بعيد ميلاد الشاب وجلست تنتظره مقابل سينما مترو. في كافتريا أستريا. وقد تأخر كثيراً كعادته. وبما أن التورتة كبيرة لم تتسع لها ثلاجة الكافتريا.
وكان الجو خريفي لذلك فإن الآيس كريم بدأ يذوب. فاتسخ فستان الفتاة وهي تمسح الآيس كريم الذائب. والذي تحول لسائل لزج. كانت في موقف محرج وقد انقبض صدرها بسبب تأخره وذوبان الآيس كريم. إلا أنه عند وصوله مازحها مبتسماً فقال " فستانك كمان بقي بالآيس كريم.. إنت كده تتاكلي ".
كان موقفاً محرجاً وخاصة عندما رأت الجرسون يضع لهما بقايا الايس كريم في كأسين على الطاولة. إلا أن الشاب لم يكترث. كما أن علبة الشموع التي اختارتها بألوانه المفضلة بقيت في حقيبتها حتى تكسرت.
في هذا المقطع تبين الكاتبة اللامبالاة عند الشاب الثلاثيني. بينما الفتاة العاشقة بذلت كل ما بوسعها لإظهار حبها له. إلا أنه لم يقدر ذلك حتى ذبلت وردة هذا الحب.
الموقف الثاني: تصف المقالة مرة ثانية الآيس كريم. من خلال حادثة " كون" الآيس كريم بيد الفتاة الصغيرة ذات الفستان الأزرق. برفقة والدتها. والتي كانت تتقافز مرحاً. لينقلب فرح الفتاة إلى صدمة بسبب حركة الأم المفاجئة عندما تظهر صديقتها.
وقد وصفت الكاتبة الموقف بقولها " تطير كرة الآيس كريم من فوق البسكويتة لتستقر أعلى فردة حذائه الأيسر " وتقصد هنا حذاء الشاب الواقف وهو ينتظر صديقته. لقد كانت صدمة كبيرة للفتاة الصغيرة. فكان بكاؤها يذيب قلبه كما كانت كرة الآيس كريم تذوب من فوق حذائه ممتزجة بتراب الرصيف. وهو يقف ماسكاً بالتذكرتين بيديه.
في هذا المقطع توضح الكاتبة كيف أن الشاب خسر الفتاة التي كانت تنبض حباً. ولم يهتم لمشاعرها لأنه اعتاد اللامبالاة. فلم يعرف قيمة ما يملك حتى خسره.
في الختام 👈 يمكن القول أن الشاب اعتاد أن الفتاة لا تتأخر على مواعيدهما رغم تأخره ووصفها له باللامبالاة. لذلك كانت صدمة له عندما انتظر طويلاً ولم تأت لحضور فيلم السينما برفقته. لكنه كان يفعل بها نفس المواقف بشكل متكرر. دون أن يتذكر سبب تأخره في أي يوم. ولن ينتبه أنها كان تتنبأ بنكاته قبل أن يلقيها.
المراجع.
- حامد، الشيماء. (2024). لافندر : قصص فيرة. بيت الياسمين للنشر والتوزيع. منصة المنهل. تم الاسترجاع من الرابط https://platform.almanhal.com/Details/Book/40511.
- سعد، يحيى. (2020). المنهج التحليلي. موقع دراسة للاستشارات والدراسات والترجمة. تم الاسترجاع من الرابط https://drasah.com/Description.aspx?id=3656.