recent
أخبار ساخنة

البحث العلمي - واقع البحث العلمي في الدول العربية


ما هو مفهوم البحث العلمي؟

البحث العلمي هو منهجية منظمة تُستخدم لجمع المعلومات وتحليلها من أجل فهم الظواهر وتطوير المعارف. يتميز بالاعتماد على الأدلة والبراهين. فيقوم الباحث من خلاله بالانتقال من المجهول إلى المعلوم. بهدف تطوير أو تصحيح معلومة متاحة عن طريق اختيار طرق وأدوات للبحث وجمع البيانات (بن زايد، 2022، ص48).


البحث العلمي - واقع البحث العلمي في الدول العربية



ما هي الاهداف في البحث العلمي؟


للبحث العلمي أهداف متنوعة تبعاً للغرض المنشود من البحث والجهة المستفيدة منه. وأهميته لا تقتصر على الجانب الأكاديمي فحسب. بل تمتد إلى جميع جوانب الحياة الإنسانية. فالبحث يعزز أيضًا من قدرة المجتمع. على مواجهة التحديات المعاصرة. 

فضلاً عن تحسين جودة الحياة لمواطنيها. كما يسهم البحث العلمي في اكتشاف المجهول والتعرف على مستجدات العلوم. وإثراء المعرفة الإنسانية وتوسيع آفاقها. مما يعزز من قدرة الأفراد والمجتمعات على التفكير النقدي والإبداعي. 

وتقييم المعارف العلمية من خلال استخدامها المتكرر في حل مشاكل محددة وفق ضوابط وإجراءات مدروسة (دشلي، 2002، ص35).


كيف ترى موقف الدول العربية من البحث العلمي مقارناً بالدول الأخرى؟

إن موقف الدول العربية من البحث العلمي متباين. ولكنه عمومًا يعتبر أقل تطورًا مقارنة بالدول المتقدمة. مثل الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول الآسيوية. مثل اليابان وكوريا الجنوبية. هناك عدة عوامل تساهم في هذا التفاوت.

أسباب ضعف البحث العلمي في الوطن العربي

ناقش الأسباب التي تعتقد أنها أدت إلى تأخرنا في إنتاج البحث العلمي على مستوى الأفراد والمؤسسات والحكومات.

يمكن تفسير تأخر البحث العلمي في الدول العربية. من خلال تحليل العوامل المؤثرة على ثلاثة مستويات: الأفراد. المؤسسات. والحكومات.


على مستوى الأفراد:

  1. نقص الوعي والثقافة العلمية في المجتمع. مما يؤدي إلى ضعف اهتمام الأفراد بالبحث العلمي. التعليم في مراحله الأساسية والثانوية لا يشجع بشكل كافٍ على البحث والاستكشاف.
  2. نقص الحوافز المالية والمعنوية للأفراد للانخراط في البحث العلمى. حيث تكون الرواتب والمكافآت المخصصة للباحثين أقل مقارنةً بمهن أخرى.
  3. العديد من الكفاءات العلمية تهاجر إلى الدول المتقدمة. حيث توجد بيئات بحثية أفضل وتمويل أكبر. هذا يؤدي إلى نقص في الكفاءات المؤهلة. لإجراء بحوث متقدمة في الدول العربية والنامية. حيث تشير إحصاءات منظمة العمل العربية. إلى أن الوطن العربي يسهم في 31% من هجرة الكفاءات من البلدان النامية. وان معظم الأطباء والمهندسين والعلماء يهاجرون إلى أمريكا وكندا ولايعودون إلى أوطانهم (الشمري، 2017. ص72).
اقرأ أيضاً ماهي المشاكل الأساسية التي تواجه كل من يود أن يكتب بحثاً علمياً باللغة العربية؟

على مستوى المؤسسات:

  1. العديد من الجامعات والمعاهد البحثية في الدول العربية. تفتقر إلى المعدات الحديثة والتقنيات المتقدمة الضرورية. لإجراء بحوث متطورة بسبب نقص التمويل. بينما التعليم العالي في الدول المتقدمة غالبًا ما يكون متقدمًا وموجهًا نحو البحث والابتكار. حيث توجد بنية تحتية قوية ومؤسسات بحثية متطورة. مثل الجامعات والمعاهد البحثية الممولة جيدًا.
  2. الدول المتقدمة تشارك بنشاط في التعاون الدولي في مجال البحث العلمي. مما يسهم في تبادل المعرفة والتكنولوجيا. بينما في الدول النامية فإن التمويل المخصص للمشاريع البحثية غالبًا ما يكون غير كافٍ. هذا يحد من القدرة على إجراء بحوث مستدامة وعالية الجودة. حيث أن الانفاق على البحث العلمى يعتبر مؤشراً مهماً من مؤشرات الاهتمام بالبحث العلمي ومدى تقدمه وتطوره. وقد وضعت منظمة الأمم المتحدة في سنة 1980 مؤشرات لقياس مدى الانفاق على البحث العلمي. وكانت نسبته 1% بالنسبة للبلدان النامية. وهو يعتبر كمدخل يساهم في تنمية الأبحاث العلمية وتطويرها (ابتسام، 2012، ص59).
  3. الإجراءات الإدارية والبيروقراطية المعقدة في المؤسسات الأكاديمية والبحثية. تعرقل عمليات البحث وتؤخر تقدم المشاريع البحثية. حيث يعاني التعليم العالي في العالم العربي من مشاكل متعددة. كان لها تأثير كبير على مردودية البحث العلمي. حيث يبتعد التعليم في تلك البلدان عن الجانب البحثي والذي يعتبر المصدر الرئيسي لتكوين الكفاءات التي تساهم في التطوير العلمي (البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، 2003، ص71).
  4. تعاني العديد من الدول العربية ضعف التعاون المؤسسي بين الجامعات والمؤسسات البحثية والشركات الصناعية. حيث تكون السياسات أقل دعماً أو غير مستدامة على المدى الطويل. مما يحد من قدرة الباحثين. على الاستفادة من موارد وخبرات متعددة. بينما في الدول المتقدمة. هناك سياسات داعمة ومستدامة لتعزيز البحث والابتكار.

على مستوى الحكومات:

  1. العديد من الحكومات العربية تخصص نسبة ضئيلة من ميزانياتها للبحث العلمي والتطوير. هذا يؤدي إلى نقص التمويل للجامعات والمراكز البحثية.
  2. غياب استراتيجيات وطنية واضحة وطويلة الأمد لدعم البحث العلمي والابتكار. فالخطط القصيرة الأمد والسياسات غير المستدامة تؤدي إلى عدم استقرار في مجال البحث. وذلك بسبب غياب التعاون بين مراكز البحث العلم والقطاعات الإنتاجية. مما أسهم في انخفاض كبير من السلع ذات التقنية العالية (بن زايد، 2022، ص54).
  3. غالبًا ما تركز الحكومات في أولوياتها على مجالات أخرى مثل البنية التحتية والتنمية الاقتصادية على حساب البحث العلمي. مما يؤخر تطوير منظومة البحث العلمي.
  4. الاضطرابات السياسية والاجتماعية تؤثر سلبًا على استقرار وتمويل المؤسسات البحثية. مما يعرقل التقدم العلمي.

مما سبق لابد من وضع استراتيجيات بحثية وطنية. يمكن للدول العربية من خلالها تحسين مستوى البحث العلمي واللحاق بركب الدول المتقدمة في هذا المجال. كوضع استراتيجيات وطنية لدعم البحث العلمي. وتحسين البنية التحتية للمؤسسات البحثية وتوفير المعدات الحديثة. فضلاً عن تقديم حوافز مالية ومعنوية للباحثين. وتسهيل عودتهم من الخارج.

يمكن القول إن البحث العلمي هو العمود الفقري للتقدم البشري وضرورة حتمية لتحقيق مستقبل أفضل. من خلال دعمه وتشجيعه. يمكننا بناء عالم أكثر تطورًا واستدامة. حيث تُستخدم المعرفة والابتكار لمصلحة الجميع.

المراجع.

  1. ابتسام، مشحوق. (2012). العلاقة بين انشاء مخابر البحث العلمي وتطوير الإنتاج العلمي في الجزائر. جامعة منتوري. كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية. قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطفونيا. قسنطينة. الجزائر.
  2. البرنامج الانمائي للأمم المتحدة. (2003). تقرير التنمية الإنسانية العربية. الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
  3. الشمري، حسيب عبد الله والهيثي، نورزاد عبد الرحمن. (2017). البحث العلمي والتطوير في العالم العربي الواقع الراهن والتحديات. المجلد7. العدد2. كلية الإدارة والاقتصاد. العراق: مجلة مثنى للعلوم الإدارية والاقتصادية.
  4. بن زياد ريم. (2022). البحث العلمي في الوط العربي بين الواقع والتحديات. المجلد 14. العدد 1. الجزائر: الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والإنسانية.
  5. دشلي، كمال. (2002). منهجية البحث العلمي. جامعة حماة. سوريا: مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية.
google-playkhamsatmostaqltradent