أنماط التعلم - ما هي أنماط التعلم لدى المتعلمين

 

ما هي عوامل وانعكاسات الأزمة المالية العالمية على اقتصادات الدول العربية؟

إن الأزمة العالمية وما تلاها من ركود اقتصادي على مستوى العالم. ألقت بظلالها على الاقتصادات العربية. فقد تراجع النمو فيها بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي مع تقلص الاستثمارات المحلية والأجنبية. مما أظهر الترابط الوثيق لاقتصادات الدول العربية بالأسواق العالمية.

ما هي أسباب الأزمة المالية العالمية؟

امتدت آثار الأزمة إلى الاقتصاد العربي من خلال عوامل محلية ودولية خارجية. أهمها انفتاح أسواق المال لدول مجلس التعاون الخليجي على أسواق المال العالمية. فضلاً عن اعتماد بعض الدول العربية على الإيرادات النفطية. بهدف تمويل النشاط الاقتصادي مما ساهم في امتداد الأزمة إلى تلك الاقتصادات. 

كذلك الأمر بالنسبة لدول الأردن وتونس ولبنان والمغرب ومصر وموريتانيا. فقد كان لانكماش الطلب الخارجي لدى الشركاء الخارجيين. كدول الاتحاد الأوروبي. وتراجع التدفقات المالية الواردة من السياحة. 

فضلاً عن الاستثمارات الأجنبية كانت من العوامل المهمة. التي ساهمت في امتداد الأزمة المالية العالمية إلى الدول العربية. (صندوق النقد الدولي، 2011، ص203).

لابد من ترابط الاقتصادات العالمية مع بعضها. من خلال التجارة الخارجية والأسواق المالية وسوق العمل. فضلاً عن حركة رؤوس الأموال والتي تؤدي جميعها للتأثر والتأثير بين تلك الاقتصادات. 

ومن ضمن الاقتصادات المتأثرة هي الاقتصادات العربية التي واجهت نتيجة للأزمة المالية العالمية تحولات عميقة وسريعة. فقد خلفت هذه الأزمة خسائر بمليارات الدولات للدول العربية (الهيثي، 2010، ص7).

العوامل المسببة للأزمة المالية العالمية

من العوامل المسببة للأزمة المالية العالمية نذكر:

1. عدم كفاءة السوق او ضعف تلك الكفاءة سببه ردود فعل مبالغ بها من قبل المستثمرين.
2. سوق العقود المستقبلية وبعض الأساليب المستحدثة في الإيجار. مما ساهم في زيادة وتسريع وتيرة وقوع الانهيار. فقد ارتفع الفارق بين سعر السوق الحالي والعقود من 2-3% ليصبح من 20-30%. مما دفع بالمستثمرين الذين انتابهم القلق المفرط. للتخلص مما بحوزتهم من الأسهم. مما أغرق السوق بأوامر البيع. ورافقه تدهور حاد في الأسعار. دون أن ترافقه أي استراتيجية للمراقبة وتصحيح الخلل بين العرض والطلب. بهدف تحديد سعر متوازن وعادل (بن يوب، 2004، ص92).
3. استمرار العجز في الموازنة الأمريكية. بعد فقدان الثقة بالحكومة التي فكرت بتخفيض العجز. من خلال تخفيض النفقات وزيادة الضرائب. إلا انها لم تفلح في تحقيق ذلك.
4. رفع أسعار الفائدة وذلك بسبب استمرار العجز في الموازنة الأمريكية. مما دفع بالبنك الفيدرالي برفع سعر الفائدة على سندات طويلة الأجل. لبيع الإصدارات الجديدة من سندات الخزينة.
5. تدهور سعر الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية الأخرى بنسب عالية. مما أدى بالكثير من المستثمرين للتخلص. مما يملكون من أسهم مقابل السندات والودائع ذات العائد الثابت.
6. بروز أزمة ثقة للتوقعات حول مستقبل الأسواق المالية (معمول، 2011، ص25).

انعكاسات الأزمة المالية العالمية 2008 على الاقتصاد العالمي

ويمكن ان نذكر بعض من تداعيات الازمة. من خلال انتقالها إلى البلدان العربية بسبب العلاقات الاقتصادية المصرفية الدولية. التي سهلت انتشارها العولمة الاقتصادية. حيث جعلت الأسواق العالمية سريعة التأثر بما يحصل. وقد تفاوتت تأثيرات الازمة العالمية على البلدان العربية من بلد لآخر.

ومن أبرز الدول المتأثرة هي البلدان النفطية التي خسرت الكثير من استثماراتها المحلية والعالمية. مثل السعودية التي ظهر لديها العجز بسبب فقدان النفط لسعره. وكذلك الأمر بالنسبة لأسواق المال العربية (البورصات). حيث تعتبر من القطاعات الأكثر تأثراً بالأزمة المالية العالمية. 

بسبب تأثر جميع البورصات في العالم عن طريق علاقات التشابك بين البورصات. فضلاً عن بيع الجانب لأسهمهم في البورصات العربية. عند حاجتهم للسيولة في ظل تذبذب أسعار الأسهم والسندات.

تداعيات وانعكاسات الأزمة المالية العالمية على اقتصادات الدول العربية

إن الأزمة المالية العالمية التي بدأت في عام 2008 كان لها تأثير كبير على اقتصادات العالم بأسره. بما في ذلك الدول العربية. هذه التأثيرات تمثلت في مجموعة من العوامل والانعكاسات. التي شكلت تحديات كبيرة لهذه الدول. فيما يلي أبرز العوامل والانعكاسات على اقتصادات الدول العربية:

1. انخفاض أسعار النفط وعجوزات الميزانية: إن العديد من الدول العربية تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط كمصدر رئيسي للدخل. انخفاض أسعار النفط خلال الأزمة المالية العالمية أدى إلى تقليل العائدات النفطية. مما أثر سلبًا على الميزانيات الحكومية. حيث إن انخفاض العائدات النفطية وزيادة الإنفاق الحكومي. لمواجهة التداعيات الاقتصادية أدت إلى تسجيل عجز في ميزانيات العديد من الدول العربية. مما دفعها إلى الاقتراض لتمويل العجز.
2. تراجع الاستثمارات الأجنبية أدى إلى تراجع النمو الاقتصادي: فالعديد من الدول العربية شهدت تباطؤًا في النمو الاقتصادي أو حتى انكماشًا اقتصاديًا. نتيجة التراجع في الصادرات والاستثمارات والعائدات النفطية. وقد أثرت هذه الأزمة على تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الدول العربية. حيث تراجعت الاستثمارات نتيجة الشكوك الاقتصادية العالمية وتوجه المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة.
3. تراجع السياحة: حيث إن الدول العربية التي تعتمد على السياحة مثل مصر وتونس والمغرب. تأثرت بانخفاض عدد السياح نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية وتقليل الإنفاق السياحي. وقد أدى تراجع الأنشطة الاقتصادية في العديد من الدول العربية إلى زيادة معدلات البطالة. خاصة بين الشباب. مما فاقم من التحديات الاجتماعية والاقتصادية.
4. التضخم: بعض الدول العربية شهدت معدلات تضخم مرتفعة نتيجة السياسات المالية التوسعية وزيادة الإنفاق الحكومي لمواجهة تداعيات الأزمة. مما أثر على القوة الشرائية للمواطنين. وكان لانخفاض الطلب العالمي على السلع والخدمات نتيجة الأزمة آثار اقتصادية أدت إلى تقليل صادرات الدول العربية غير النفطية. مما أثر سلبًا على الاقتصادات المتنوعة نسبيًا مثل مصر والمغرب.
5. الإصلاحات الاقتصادية: الأزمة دفعت العديد من الدول العربية إلى تبني إصلاحات اقتصادية. بهدف تنويع اقتصاداتها وتقليل الاعتماد على النفط. هذه الإصلاحات شملت تحسين بيئة الأعمال. وتشجيع القطاع الخاص. وتعزيز الاستثمارات في القطاعات غير النفطية.

في الختام إن الأزمة المالية العالمية أثرت بشكل كبير على اقتصادات الدول العربية. مسببة تراجعًا في النمو الاقتصادي وزيادة في معدلات البطالة والتضخم. وعجوزات في الميزانية. 

رغم هذه التحديات. دفعت الأزمة بعض الدول العربية إلى تبني إصلاحات اقتصادية. تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاعات غير النفطية. مما قد يساهم في تحقيق استقرار اقتصادي على المدى الطويل.

المراجع.

1. الهيثي، نوزاد عبد الرحمن. (2010). الأزمة المالية العالمية وآثارها على الاقتصاد العربي. العدد44. الجزائر: مجلة علوم إنسانية.
2. بن يوب، فاطمة. (2004). العولمة المالية - جذور واقع وآفاق. رسالة ماجستير. تخصص نقود ومالية. جامعة 8 ماي 1945. قالمة.
3. صندوق النقد العربي (2010). التقرير الاقتصادي العربي الموحد 2010 -تداعيات الأزمة المالية العالمية على اقتصادات الدول العربية. الفصل العاشر(المحور). صندوق النقد العربي. ملف pdf. تم الاسترجاع من الرابط https://www.amf.org.ae/ar/publications/altqryr-alaqtsady-alrby-almwhd/altqryr-alaqtsady-alrby-almwhd-2010
4. كهينة، رشام. (2013). انعكاسات الأزمة العالمية على اقتصاديات الدول ذات الانفتاحات المختلفة. العدد9. الجزائر: مجلة العلوم الاقتصادية والتسيير والعلوم التجارية.
5. معمول، حمزة. (2011). تكرارية الأزمات المالية وانعكاساتها على الاقتصاديات النفطية – حالة الدول العربية. رسالة ماجستير في العلوم الاقتصادية. تخصص نقود ومؤسسات مالية.