كيف يمكن للشركات حماية أسرارها؟ نظرة على قضية بيسوموهان باني
عمل بيسموهان باني “Biswamohan Pani” كمهندس بسيط في شركة إنتل. قامت الشركة باتهامه بسرقة أسرار تجارية خاصة بالشركة تبلغ قيمتها مليار دولار.
حيث أنه حدد موعد استقالته من شركة "إنتل" في اليوم 11 من شهر يونيو عام 2008. وبما أنه كان لديه رصيد أجازات فقد أخذها في ذلك الوقت. تزامناً مع فتح شركته الخاصة.
وخلال الإجازة وقبل أن يحين يوم 11من شهر يونيو قام "باني" بالدخول من مكتبه الخاص على سيستم الشركة حيث أنه كان ما زال مسجلاً عليه وقام بأخذ ملفات تتعلق بمعلومات تجارية مهمة حول الجيل القادم لإنتل.
وهذا ما جعل الشركات تضع لنفسها حقوق وقوانين تحمي معلومتها لمن يترك العمل فيها. ولكن بعد القبض على "باني" لمحاكمته بتهمة السرقة. قال بأنه بريء وأن المعلومات التي أخذها ليست له بل تخص زوجته التي كانت تعمل في الشركة في ذلك الوقت والتي ليس لديها أي نية لمغادرة الشركة.
من خلال دراسة الحالة السابقة. ناقش النقاط التالية:
هل يعتبر حصول "باني" على المعلومات بسهولة وعدم حظره من الشركة لا يشكل قضية أخلاقية وليس خطأ أم لا؟
قضية بيسوموهان باني. المهندس السابق في شركة إنتل. تمثل مثالًا بارزًا على التحديات الأخلاقية والقانونية المتعلقة بحماية الأسرار التجارية في الشركات. باني اتهم بسرقة معلومات حساسة تتعلق بالجيل القادم من منتجات إنتل. وهذا ما أثار جدلًا واسعًا حول الدوافع الأخلاقية والقانونية لهذا الفعل.
دخول باني إلى نظام الشركة خلال إجازته يكشف ثغرات في نظام الأمن الإلكتروني لشركة إنتل. لكنه يظل خطأً أخلاقيًا. السرقة هي سرقة بغض النظر عن سهولة الوصول للمعلومات. والمسؤولية الأخلاقية تقع على الفرد في احترام القواعد. تبرير باني بأن المعلومات تخص زوجته ليس كافيًا. وقد يكون محاولة للتغطية على دوافعه الحقيقية.
الشركات تضع قوانين صارمة لحماية معلوماتها. وتصرف باني يعد انتهاكًا صريحًا لهذه القوانين. مما يعزز موقف الشركة في ملاحقته قضائيًا. من الناحية الأخلاقية والقانونية. ما فعله باني يُعتبر خيانة للأمانة. بغض النظر عن سهولة الوصول إلى المعلومات.
من الناحية الأخلاقية هل هناك اختلاف في الحكم على "باني" من حيث كونه هو من كتب هذه الملفات خلال عمله مع الشركة أم لا أهمية لذلك؟
من الناحية الأخلاقية. هناك اختلاف كبير في الحكم على "بيسوموهان باني" بناءً على ما إذا كان هو الشخص الذي كتب هذه الملفات خلال عمله مع الشركة أم لا. لنفصل هذا بشكل أكثر دقة:
إذا كان باني هو من كتب الملفات:
إذا شعر باني بحق شخصي في الملفات التي كتبها بنفسه. فقد يكون هذا شعورًا غير مبرر. حيث أن المعلومات تظل ملكًا للشركة التي وظفته ودفعت له مقابل عمله.القوانين والسياسات الداخلية تؤكد أن كل ما ينتجه الموظف خلال فترة عمله هو ملك للشركة. باني كتب هذه الملفات كموظف في الشركة وبموجب عقد العمل.
لذا يجب عليه احترام الثقة وأمانة المعلومات. خيانة هذه الثقة واستغلال المعلومات لأغراض شخصية يُعتبر انتهاكًا للأخلاقيات المهنية. بغض النظر عمن كتب الملفات.
إذا لم يكن باني هو من كتب الملفات:
في هذه الحالة. يعد أخذ باني لهذه الملفات سرقة واضحة للملكية الفكرية للآخرين. مما يزيد من الخطأ الأخلاقي والقانوني. استيلاءه على عمل الآخرين دون إذنهم يُعتبر خيانة مضاعفة للثقة والجهد الجماعي.إذا لم يكن باني هو من كتب الملفات. فإن أخذه لها يعكس نية واضحة في استغلال نقاط ضعف نظام الشركة لتحقيق مكاسب شخصية أو مهنية. مما يظهر سوء نية واستهتارًا بالقوانين والسياسات التي تحمي المعلومات والملكية الفكرية للشركة.
هناك الكثير من الموظفين يقومون بما فعله "باني" فهل يعتبر هذا مبرر لما قام به؟ من الناحية الأخلاقية ما رأيك.
من الناحية الأخلاقية. لا يبرر انتشار السلوك غير الأخلاقي بين العديد من الأشخاص نفس السلوك عندما يقوم به فرد آخر. الأخلاقيات والقيم تستند إلى المبادئ الأساسية مثل الأمانة والنزاهة. وليس إلى مدى شيوع السلوك. كل فرد مسؤول عن أفعاله ويجب أن يتحمل عواقبها بغض النظر عن سلوك الآخرين.
تبرير الأفعال غير الأخلاقية بقول "الجميع يفعل ذلك" يعكس ضعفًا في المسؤولية الشخصية والأخلاقية. سرقة الأسرار التجارية تضر بالشركة وزملاء العمل والسوق.
والأفعال غير الأخلاقية تؤدي إلى عواقب سلبية على الأفراد والمجتمع. القيم الأخلاقية في العمل مثل الثقة والأمانة هي أساس العلاقات المهنية. وانتهاكها يقوض بيئة العمل.
معظم الشركات لديها سياسات لحماية المعلومات الحساسة. والالتزام بهذه السياسات هو مسؤولية كل موظف. الانتهاك المتعمد لهذه السياسات هو خرق أخلاقي وقانوني. بغض النظر عن شيوع الفعل.
برأيك من المسؤول الأول تنفيذ إجراءات إنهاء العمل؟ وهل يمتلك الحق في أن يعمل في شركته خلال وقت الإجازة الذي أخذه قبل موعد استقالاته
تقع على عاتق إنتل مسؤولية حماية معلوماتها وأسرارها التجارية من خلال أنظمة فعالة للتحكم في الوصول وإجراءات واضحة لإدارة عملية إنهاء العمل. بما في ذلك إلغاء صلاحيات الوصول عند استقالة الموظف. رغم ثغرات النظام.
يتحمل باني مسؤولية أخلاقية بعدم استغلال تلك الثغرات لأخذ معلومات حساسة دون إذن. كان يجب على باني إنهاء عمله رسميًا وتقديم استقالته وإتمام الإجراءات قبل البدء بأي عمل جديد. إذا كانت سياسات الشركة تسمح بالعمل خلال الإجازات.
فيجب أن يلتزم باني بسياسات السرية وعدم المنافسة. من الناحية الأخلاقية. يجب على باني تجنب أي تصرف يُفسر على أنه استغلال لمعلومات الشركة السابقة لصالحه. وينتظر حتى انتهاء عمله رسميًا قبل بدء أي نشاط تجاري يتعارض مع مصالح الشركة السابقة.
من المسؤول هنا عن الإجابة على هذا التساؤل بدقة.
يتحمل كلا من شركة إنتل وبيسوموهان باني جزءًا من المسؤولية في هذه القضية:
- شركة إنتل: مسؤولة عن توفير نظام أمان قوي وإجراءات واضحة لإنهاء العمل.
- باني: مسؤول عن التصرف بنزاهة وأخلاقية وعدم استغلال معلومات الشركة السابقة بشكل غير قانوني.
في الختام يجب أن تقوم الشركات بالاتفاق على سياسات واضحة ومفصلة. وفهم الموظفين لها. هو المفتاح لتجنب مثل هذه النزاعات في المستقبل.
فأهم القواعد القانونية المكونة لأي مجتمع متحضر هي الدوافع الأخلاقية التي تعتبر قواعد الأخلاق هي الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات وتتمثل في سلوكيات الفرد داخل المجتمع. وعند يكون السلوك مخالفاً للقانون فلن يكون هناك أي دوافع للأخلاق (عبد الحميد سيد، 2022، ص303).
المراجع.
- سيد، عماد إبراهيم عبد الحميد. (2022). الدافع الأخلاقي والبعد القانوني للغش. العدد77. المجلد 10. مصر: مجلة بحوث الشرق الأوسط.