أنماط التعلم - ما هي أنماط التعلم لدى المتعلمين

 

ما هو مفهوم التمييز الإيجابي؟

مفهوم التمييز الإيجابي يمكن اعتباره استراتيجية تعمل على بناء مجتمع يحقق فرص متساوية للجميع وتوازن أكبر بين أفراده. ويم ذلك من خلال اتباع مجموعة من السياسات والاجراءات التي تُتخذ لتعزيز المساواة. ومعالجة التمييز الذي كان يمارس على مجموعات معينة في السابق. 

والمجموعات التي كانت تعاني من التمييز التاريخي أو الاجتماعي سواء من ناحية العرق أو الجنس أو اللون ..الخ. أي للفئات التي كانت تعاني من التمييز السلبي وتحظى بفرص أقل (صالحة، 2023).

وهذا التنوع في بيئة العمل. يساهم في رفع الروح المعنوية لدى أفراد المنظمة. ويعزز شعور الأفراد بقيمتهم في المنظمة التي يعملون فيها. ويعزز العلاقات الإيجابية بين الموظفين. ويتيح لهم اكتساب مهارات جديدة وفهم وقبول الثقافات الأخرى (جودة ،2010).

لكن تطبيق سياسة التمييز الإيجابي في الشركات قد يواجه تحديات يجب مراعاتها لضمان فعاليتها. مثل صعوبات التواصل الناتجة عن التنوع اللغوي. وتباينات التواصل غير اللفظي بين الثقافات. والاختلاف في الأعراف والتقاليد الاجتماعية المتعلقة باحترام الوقت والانضباط (العامري والغالبي ومنصور، 2008).

شركة جوجل وتحقيق التمييز الإيجابي – دراسة حالة

احتفلت مؤسسة "جوجل" بنجاحها في تحقيق التنوع. حيث تخدم منتجاتها وأدواتها جمهوراً متنوعاً عالمياً وثقافياً. فهي ترى أنه من الضروري أن توظف أشخاصًا ذوي وجهات نظر وأفكار متباينة ومن ثقافات وخلفيات مختلفة. فهي ترى أن تطبيق تله الفلسفة تضمن وصولهم إلى الموظفين الأكثر موهبة. وتحسين المنتجات وإنشاء فرق أكثر اندماجاً وإثارة للاهتمام.

🔰 تتجنب جوجل بعناية ذكر أي شروط خاصة بالعرق. النوع. السن. الدين. اللون. الإعاقة وغيرها.

🔰 تسعى جوجل الى توظيف أفضل المواهب في العالم بصورة تعكس التنوع الغني لعملائهم.

🔰 ترى جوجل أن سياسة التنوع سوف تضمن لهم الوصول الى جميع الموهوبين. والتواصل مع قاعدة المستهلكين متنوعة.

🔰 هذا التنوع يساعد على إنتاج منتجات أفضل.

🔰 تقدم جوجل منح دراسية وفرص للتدريب الداخلي للطلاب. كما تساعد في زيادة تعلم العلوم الخاصة بصناعة التكنولوجيا.

من خلال دراسة الحالة السابقة. ناقش في النقاط التالية:

أي من النقاط التالية تحققت في جوجل عند تطبيقها لسياسة التمييز الإيجابي في التوظيف؟ وهل كان من الممكن تحققها دون أن تهتم جوجل بتطبيق تلك السياسة في التوظيف؟

وتقوم جوجل بتطبيق سياسات التمييز الايجابي في التوظيف من خلال التالي:

1. خلق العدالة وتكافؤ الفرص داخل المؤسسات: من خلال قيام شركة جوجل بالبحث عن أفضل المواهب من تقوم بتوظيف أشخاص. ينتمون لخلفيات اجتماعية واقليمية وثقافية متنوعة. فهي بذلك تقوم بتوفير فرصًا متساوية للجميع للمشاركة في تطوير أنفسهم وينعكس الأمر كذلك ايجاباً على النمو داخل شركة جوجل. حيث إن شروط تطبيق التمييز الايجابي. هو عدم الإبقاء على معايير غير متكافئة ويجب وقف العمل بهذه التدابير عندما تكون أهداف التكافؤ في الفرص والمعاملة قد تحققت (عيمور، 2018، ص699).
2. يشكل فائدة للطرف الثالث: جوجل بشكلها الحالي اصبحت تشكل مجتمعاً عالمياً. وقيامها بتنويع فرق العمل في بنيتها التنظيمية. أتاح لها تلبية احتياجات مجتمعها العالمي بشكل جيد. وذلك من خلال قيامها بتطوير منتجات تلبي احتياجات متنوعة من الأفراد أو منظمات الأعمال. ومن خلال تحسين التجربة لجميع المستخدمين.
3. يقلل من الشعور بالتوتر والقلق في المؤسسات: لدى قيام جوجل google بتوظيف مجموعة متنوعة من العاملين. يمكنها خلق بيئة عمل شاملة وداعمة بحيث يشعر جميع الموظفين بالانتماء والقبول. مما يقلل من التوتر والقلق ويعزز الإنتاجية والرضا الوظيفي.
4. يساعد المؤسسات لتحقيق أهدافها: وجود هذا التنوع الثقافي والاجتماعي في جوجل. يعزز مهارات المنافسة والإبداع والابتكار بين أفرادها وفرق عملها. مما يساعدها على التميز ويدعم قدرتها في تحقيق أهدافها التجارية.
5. يعتبر تعويضاً عن كل أخطاء الماضي العنصرية: فشركة جوجل بسياساتها الحالية تشكل انقلاباً قوياً على ماض عنصري قامت بها الشركات الامريكية والغربية. وصارت رائدة في سياسات تعزز التنوع وتكافؤ الفرص.

إذاً فإن شركة جوجل لم تقتصر نجاحاتها على كونها شركة تكنولوجية رائدة فقط. بل شكلت انموذجاً لممارسة سياسات التمييز الإيجابي. وساهم هذا التعزيز التنوع والمساواة في سوق العمل في تحقيق أهدافها لتصبح رائدة في قطاع التكنولوجيا في العالم.

ناقش الحالة التالية:

هناك اتجاهان تناولا مزايا "التمييز الإيجابي" وهما:

● أنه الطريقة الأمثل لتحقق الدمج في المجتمع.

● المؤسسات التي تطبق سياسة "التمييز الإيجابي" في التوظيف أنجح في سوق العمل بالمقارنة بالشركات التي لا تطبق تلك السياسة.

لو عليك اختيار اتجاه واحد منهما؛ فأيهما تختار؟ ولماذا؟

إذا كان عليَّ اختيار أحد الاتجاهين. فسأختار " المؤسسات التي تطبق سياسة التميز الإيجابي في التوظيف أنجح في سوق العمل بالمقارنة بالشركات التي لا تطبق تلك السياسة ". وذلك للأسباب التالية:

1. أثر ملموس وقابل للقياس: نجاح المؤسسات يمكن إثباته بمؤشرات واضحة (إنتاجية، ربحية، تنوع). مما يجعل التمييز الإيجابي سياسة عملية ومقنعة. بعكس "الدمج الاجتماعي" الأكثر تجريدًا وصعوبة في القياس.
2. حافز اقتصادي للمؤسسات: تحقيق ميزة تنافسية (جذب عملاء. تعزيز الابتكار، تحسين الصورة) يشجع الشركات على تطبيق التمييز الإيجابي طوعًا. حيث يعزز التنوع الإبداع والأداء الاقتصادي.
3. تأثير تراكمي على الدمج الاجتماعي: نجاح هذه المؤسسات سيشكل نموذجًا يحتذى به. موسعًا تبني التمييز الإيجابي ومؤديًا إلى دمج أعمق للمهمشين في الاقتصاد. وبالتالي تعزيز التماسك الاجتماعي. فالنجاح الاقتصادي هنا وسيلة للدمج.
4. تقليل الانتقادات: ربط التمييز الإيجابي بمصلحة المؤسسات والاقتصاد يجعله أكثر قبولًا ويقلل من الانتقادات الموجهة إليه باعتباره "غير عادل".

اختيار الاتجاه المفضل بين النقطتين المذكورتين لمزايا "التمييز الإيجابي": أرى أن نشر مفهوم العدالة وتكافؤ الفرص داخل المؤسسات هو الأهم في مجال الأعمال. لأنه يؤثر مباشرة على بيئة العمل الداخلية. ويبني ثقافة تشجع الإبداع والتعاون بين مختلف الخلفيات. مما يحسن أداء المنظمة ويساهم في تحقيق أهدافها ونموها ويعزز ثقة العملاء.

جوجل قد حققت العديد من مزايا "التمييز الإيجابي" من خلال تطبيق سياستها التنوعية وشاملة في التوظيف. على سبيل المثال. من خلال تجنب ذكر أي شروط خاصة بالعرق. النوع. السن. الدين. اللون. الإعاقة وغيرها. 

فإن جوجل تعمل على خلق العدالة وتكافؤ الفرص داخل مؤسستها. كما أن تنوع الثقافات والخلفيات بين موظفيها يساعد على إنتاج منتجات أفضل وتعزيز الابتكار.

شركة جوجل وبعض الجامعات تقدم منح دراسية للأقليات بينما يدعم دافعي الضرائب تطبيق التمييز الإيجابي. أيهما يتفوق على الآخر؟

تقدم الجامعات منحًا للأقليات لأهداف اجتماعية وثقافية غير ربحية. مثل رفع مستوى تعليمهم وزيادة تمثيلهم الأكاديمي. مما يطور مهاراتهم ويحقق طموحاتهم. بينما تمنح جوجل فرصًا تعليمية وتدريبية للأقليات بهدف النمو والتوسع في أنشطتها الريادية. مع إمكانية توظيف هؤلاء الطلاب وتأمين فرص عمل مجزية لهم.

أرى أن كلا المسعيين إيجابيان. فالابتعاد عن العنصرية وتوفير الفرص للأقليات يعزز التنمية والمساواة. وهدفهما الأساسي إنساني يتمثل في إتاحة التعليم العالي للجميع دون تمييز.

ما هو الجهل بمفهوم التمييز العنصري؟

التمييز العنصري هو تفضيل يقوم على أساس العرق أو النسب أو النسب أو الأصل القومي أو الاثني. ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والتمتع بالحريات الأساسية وممارستها على قدم المساواة في الميدان الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي أو في أي ميدان آخر من ميادين الحياة العامة (صبر، 2022، ص191).

اعتقد أن المقصود بالجهل بمفهوم التمييز العنصري. هو عدم الفهم أو نقص في الإدراك لأشكال التمييز العنصري. والآثار السلبية المترتبة عليه. سواءً بممارساته عبر التاريخ أو في الأشكال المعاصرة لهذا التمييز. سواء من حيث العرق أو اللون أو الجنس. 

وهذا الجهل يمكن أن يكون إما نتيجة عدم الاطلاع على ممارسات أو أدبيات تتحدث عن ذلك. أو نتيجة تعمية ممكن أن تمارس على هذه الممارسات.

هل تعتقد أن ما تقوم به شركة جوجل من الناحية الأخلاقية شيء جيد أم سيء؟

إذا وضعت نفسي في موضع الجاهل بهذا المفهوم: فقد أعتقد أن ما تقوم به جوجل GOOGLE من تقديم منح دراسية وفرص تدريب للأقليات شيء يسيء لمبدأ تكافؤ الفرص. وقد يبدو انحيازاً لأقلية أو فئة معينة.

في حين أنه يجب أن تكون الفرص متاحة للجميع بناءً على الجدارة فقط. وليس بناءً على أي عوامل أخرى. هذا قد يجعلني أشعر أن الأشخاص الذين يحصلون على هذه الفرص لم يتم اختيارهم بناءً على كفاءتهم ولكن بسبب خلفيتهم العرقية.

في الختام إن الجهل بمفهوم التمييز العنصري يمكن أن يؤدي إلى سوء في فهم السياسات الإيجابية. لتجاوز هذا التمييز عبر سياسة التمييز الايجابي. لذا يجب تعزيز الوعي والتعليم حول هذا الموضوع. لتحقيق فهم أعمق وأشمل لأهمية هذه السياسات في تحقيق العدالة الاجتماعية. ومن فوائد "التمييز الإيجابي" تحقيق الدمج في المجتمع وفوائد النجاح في سوق العمل.

المراجع

1. العامري، صالح مهدي محسن والغالبي، طاهر محسن منصور. (2008). الإدارة والأعمال. الأردن: دار وائل للنشر والتوزيع.
2. جودة، محفوظ أحمد. (2010). إدارة الموارد البشرية. ط1. الأردن: دار وائل للنشر والتوزيع.
3. صالحة، أسيا. (2023، أغسطس 14). مفهوم التمييز الإيجابي. موقع موضوع. تم الاسترجاع من رابط: https://2u.pw/hNgal.
4. صبر، ثامر حسن. (2022). التمييز العنصري في الفكر الإسلامي. العدد 55. الجزء 2. العراق: مجلة الجامعة العراقية.
5. عيمور، خديجة. (2018). التمييز الإيجابي لصالح المرأة في المواثيق الدولية والقانون الجزائري. العدد19. الجزائر: دفاتر السياسة والقانون.